تجنيد الأطفال كمقاتلين في النزاعات المسلحة – حركة فارك جيش الشعب في كولومبيا: حالة دراسة
تتناول هذه الدراسة ظاهرة تجنيد الأطفال كمقاتلين على يد القوات المسلحة الثورية الكولومبية – جيش الشعب "فارك" في النزاع الكولومبي، والوقوف على الأساليب التي تنتهجها هذه الحركة لتعزيز الظاهرة محل الدراسة، والآثار الناجمة عنها، وللتثبت من صحة الفرضية، والإجابة عن تساؤلات الدراسة استُخدم منهج دراسة الحالة. وتُبين الدراسة أن فشل الدولة يعدّ من المحددات الأساسية التي ساهمت في نشوء حركة فارك التي ظهرت في البداية لنصرة أهالي الأرياف، ولملء الفراغ في السلطة، ومن ثم استغلالها هذا الفراغ لتحقيق أجندتها باستخدام الأطفال جنودًا، وتناقش الدراسة ممارسات التجنيد غير القانونية التي عرّضت الفتيان والفتيات الصغار لمخاطر القتال، وللاعتداء الجنسي، ولأشكال أخرى من المعاملة المسيئة والوحشية والمهينة، علمًا بأن القوات المسلحة الثورية لكولومبيا- الجيش الشعبي واصلت تجنيد الأطفال بمَن فيهم القُصّر تحت سن الثامنة عشرة بشكل طوعي أو إجباري، على الرغم من صدور بعض القوانين والاتفاقيات الوطنية التي تمنع ذلك. وعلى إثر اتفاقية السلام التي وقعت عام (٢٠١٦م) وانتهاء حركة فارك وتحولها إلى حزب سياسي، فرضت الحكومة الكولومبية خطة عمل وطنية إضافة إلى تدابير مساءلة أخرى تهدف إلى منع التجنيد والعنف الجنسي ضد الأطفال في البلاد، إلا أن المشكلة لم تنتهِ عند حدّ توقيع اتفاقية السلام، فهنالك تحديات ما بعد التجنيد، وبرامج إعادة تأهيل الأطفال وإدماجهم، أولئك الذين كانوا تحت سيطرة "فارك" التي ما زال أثرها متأصلًا إلى يومنا هذا، والتي تناقشها الدراسة.
الكلمات المفتاحية: تجنيد الأطفال، فارك- جيش الشعب، الحركات المسلحة، النزاع المسلح.
All articles in Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities are published under an open access Creative Commons CC BY 4.0 license.
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License