النزعة العقلية عند الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في مؤلَّفَيه الرسالة واختلاف الحديث أنموذجًا "دراسة نظرية وتطبيقية"
الملخص:
يقدّم هذا البحث فكرة واضحة حول النزعة العقلية عند الإمام الشافعي، في اثنين من مؤلفاته: الرسالة، واختلاف الحديث. فبيّن الباحث ماهيّة النزعة العقلية عند الإمام الشافعي ومظاهرها فيهما. والنزعة العقليّة وإن وجدت عند غيره من العلماء، لكن للشافعي فيها باعًا طويلًا فاق علماء عصره، وقد بيّن الباحث أيضًا مظاهر النزعة العقلية عند الشافعي في مصادر فقهه المختلفة. وبيّن –أيضًا- بأنّ الشّافعيّ لم يتأثر بالمنطق الأرسطي، وإن صحّ الادعاء بالاطلاع عليه. وقد خلصت الدراسة إلى عدّ كتاب الرسالة نسقًا علميًّا متكاملًا وفق مناهج البحث العلمي، وأقامت البراهين النقلية والعقلية الدالة على ذلك؛ من خلال توجيهه للأدلة الشرعية، وإثبات حجته على معارضيه، أو الإجماع والقياس ووجوه النزعة العقلية في الاستدلال بهذه المصادر جميعها. وقد كانت مصادر الإمام الشافعي النقلية هي مصادر عامة المذاهب الفقهية، وظهرت النزعة العقلية في استنباطات الشافعي من هذه المصادر كما بيّنا بالبحث. وبيّن البحث –أيضًا- أنّ اختلاف الإمام الشافعي مع بعض أئمة المذاهب الأخرى، كان في اعتبار حجية بعض المصادر العقلية: (الاستحسان، المصالح المرسلة، ...ألخ)، فلم يقل بها، وظهرت النزعة العقلية في ردّه لهذه المصادر. علاوة على ما تقدّم، اتّضح في هذا البحث أنّ الإمام الشافعي من أكثر أئمة المذاهب اهتمامًا بالقياس، حتى عدّه اجتهادًا كله، فقد قال: "الاجتهاد هو القياس". وتأسيسًا على نتائج البحث، فقد سلك الإمام الشافعي في مؤلّفَيه: (الرسالة، واختلاف الحديث)، الطريقة العلمية في التأليف ابتداءً بالفرض العلمي، ووصولًا إلى تأسيس نظرية علمية متكاملة من خلالهما.
الكلمات المفتاحيّة: النزعة العقلية، الإمام الشافعي، الرسالة، اختلاف الحديث.
All articles in Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities are published under an open access Creative Commons CC BY 4.0 license.
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License